رضوان أبو جاموس: غزة.. عقد من المعاناة والألم

 

رضوان أبو جاموس

في مثل هذا الوقت قبل عشر سنين فُرض الحصار على قطاع غزة، بعد فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية، حينها قرر العالم الظالم بالإجماع تنفيذ سياسة الحصار الاقتصادي، والتجويع الجماعي، أملا في إذلال غزة وإركاع شعبها الأبي، وخاضت غزة ثلاث حروب متتالية ضرب شعبها ومقاومته أروع معاني الصمود والثبات.

أسلوب الحصار ليس جديد على أمة التوحيد، فقد حُوصر النبي صلي الله عليه وسلم والمسلمين معه في شعب أبي طالب ثلاث سنوات، لكنً حصار شعب أبي طالب فُك بعد ثلاث سنوات بمعجزة إلهية وخرج النبي صلّى الله عليه وسلم والمسلمون معه أقوى إيمانًا وأشد ثباتا على الحق وأرسوا دعائم دولة الإسلام الأولى، إلا أنه وللأسف حصار غزة وبعد عقد من الزمن لازال يراوح مكانة .

للسنة العاشرة على التوالي وأهل غزة المحاصرين، صابرين محتسبين يعانون ويلات الحصار الظالم بلا كهرباء ولا دواء ولا معابر ولا إعمار، ولا أحد يكترث لمعاناتهم ويستجيب لنداءاتهم بأن يُفك الحصار البشع عنهم.

إذا عدنا خطوة للوراء فإن مسببات الحصار على غزة واضحة للجميع وخارجة عن إرادتنا كفلسطينيين، لكن تبعات الحصار وآثاره الثانوية صُنعت بأيدي فلسطينية، وفي مقدمتها آفتي “الكهرباء والمعبر”، فالجميع يدرك أن حل هاتين المعضلتين بأيدينا كفلسطينيين، وحلهما يتطلب نوايا صادقة وتوافق وطني فقط.

وفي هذا الإطار يستحضرني بعض كلمات للدكتور/ أحمد يوسف في مقالة الأخير”أحوال القطاع تبعث على الخوف والقلق، ومؤشرات التوتر تستدعي أن تكون بيننا حوارات وطنية، والتوصل إلى تفاهمات وموقف جامع يلتقي عليه الكل الوطني والإسلامي، وهو مطلب الصغير والكبير، حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة”.

مشاكل غزة ستحل إذا وُجدت النوايا الصادقة والإرادة الحقيقية، وهذا يتطلب من الجميع تغليب المصلحة العامة، والإسراع في تحقيق المصالحة وانهاء الانقسام البغيض الذي ألقى بظلاله المأساوية على شتى مناحي الحياة، وخلاف ذلك سيبقي الحال على ما هو عليه، بل سيتفاقم ويُنذر بحدوث انفجار خطير يعيدنا للخلف سنين آُخر.

وما أشبه اليوم بالبارحة، هذا المثل ينطبق على سكان قطاع غزة، ووصل بهم الحال إلى أن اقتصرت أمنياتهم “معبر مفتوح وكهرباء منتظمة”، ويا ليت أحلامهم البسيطة تتحقق، بعد السنوات العشر العجاف التي سطر خلالها الشعب الفلسطيني أروع معاني الصبر على الألم والمعاناة، وبعد كل هذا يطرح المواطن الفلسطيني الصابر تساؤل بسيط لأولياء الأمور بكافة مسمياتهم ومناصبهم..

ألا يحتاج الوضع الراهن منكم لوقفات مع الذات ؟