إن ظاهرة الفشل الدراسي ظاهرة قديمة جداً وقد بقيت محط اهتمام الكثير من
الباحثين ، فالعديد من الباحثين اعتبر أن الفشل الدراسي والضعف العقلي
أمراً واحداً ، ومنهم من جعل عامل الذكاء هو سبب رئيسي في الفشل الدراسي ، و
من المعلوم أن الفشل أو التعثر الدراسي يرتبط في أذهان الكثير بمفاهيم
أخرى مثلاً كالتسرب الدراسي و الهدر المدرسي .
ومن المعروف مسبقاً مدى أثر هذه الظاهرة على مردودية التعليم و على مسيرة التنمية البشرية حيث أن التعليم الناجح هو أساس كل تنمية بشرية مستدامة ، وكما نعلم أن الأثر الإقتصادي لهذه الظاهرة كبير جداً حيث أن الدولة تنفق أموالاً طائلة على التلميذ المتخلف دراسياً .
لدراسة ظاهرة الفشل الدراسي، سنتبع الخطة التالية:
1 – تعريف ظاهرة الفشل الدراسي.
و يختلف التسرب عن الفشل الدراسي في كون التلميذ المتسرب قد انقطع نهائيا عن الدراسة في حين أن المتعثر دراسيا مازال يتابع دراسته. و تكمن العلاقة بين التسرب و الفشل الدراسيين في كون الأول يأتي نتيجة للثاني.
و انطلاقا من نتائج استقصاء آراء المدرسين العاملين بالوسط القروي فقد لاحظنا أن ظاهرة الفشل الدراسي تكاد تكون لصيقة به، حيث نسب الأمية في صفوف الآباء و الأمهات مرتفعة، و يسجل غياب كبير للتتبع الأسري. ومن ناحية أخرى، سجلنا حين استجوابنا للتلاميذ حول أسباب عدم الاهتمام بالدراسة و بالواجبات المنزلية على الخصوص، ذكر بعضهم ممن يمتلكون الجرأة أسبابا عديدة أهمها ما يلي :
إن تعميم التعليم حل كمي لا يحد من الظاهرة بل يساهم في استفحالها حيث أن تسريع وتيرة التعميم يؤدي إلى بناء مدارس لا تتوفر فيها أدنى شروط العمل و التحصيل. كما أن هذه المقاربة هي في الجوهر تهدف إلى محو الأمية وليس إلى بناء مجتمع المعرفة و التقدم.
و عندما نطرح قضية المجتمع العربي و بنيته، فإننا ننظر إليها من خلال النظريات الاجتماعية الغربية و الأجنبية، إذ أن التجربة بينت أن فلسفة التربية الصالحة هي التي تنبثق من المجتمع نفسه وليس من النظريات المستوردة. ففلسفة التربية نتاج فكري موضوعي يعبر عن واقع موضوعي معين و ليست سلعة تتداول في الأسواق الدولية .
إن جل الدراسات المتقدمة حول ظاهرة الفشل الدراسي أثبتت أهمية التعليم الأولي (رياض الأطفال) الذي يتسم بالجودة في حل هذه المعضلة، و إذا كانت المدن تتمتع برياض الأطفال و المدارس الخصوصية التي تهتم بالطفل منذ سنواته الأولى، فإن البوادي تفتقر إلى هذا النوع من العناية.
يلتحق بالتعليم الأولي, الأطفال الذين يتراوح عمرهم بين أربع سنوات كاملة وست سنوات. وتهدف هذه الدراسة خلال عامين إلى تيسير التفتح البدني والعقلي والوجداني للطفل وتحقيق استقلاليته وتنشئته الاجتماعية وذلك من خلال (7) :
إن الباحث في واقع التعليم الابتدائي بالقرى ، يصطدم بمشاكل مركبة تعرقل إلى حد كبير عملية التحصيل الدراسي، ذلك أن واقع الأقسام المشتركة و عدم استقرار المدرسين، إضافة إلى ظروف العمل الصعبة و انعدام التتبع الأسري للتلميذ، كلها عوامل تدفعنا للتفكير الجدي في إقامة مدارس جماعاتية لإيواء التلاميذ وكذا المدرسين في جو يوفر الشروط الضرورية لإنجاح العملية التعليمية-التعلمية. و لقد أثبتت التجربة التاريخية نجاعة هذا الحل، حيث لا يخفى على أحد عدد الأطر ذوي الوزن على المستوى الوطني و الدولي و التي كانت و ما تزال تتخرج من المدارس الداخلية.
3- العناية بالعنصر البشري تكوينا و تحفيزا
لقد أثبتت التجربة الميدانية فشل نظام التدريس بمراكز تكوين المدرسين، حيث أن المناهج المعتمدة لا علاقة لها بالواقع، فنجد معظم المتخرجين يضطرون لترك ما تعلموه جانبا لفسح المجال أمام الارتجال الذي يفرضه واقع الحال في مدارسنا، خصوصا في الوسط القروي، حيث أن فلسفة التربية و طرائق التدريس و علم النفس التي تدرس بمراكز التكوين كلها نظريات مستوردة و غير مناسبة للواقع السوسيوثقافي العربي.
هذه الحقيقة تفرض علينا ضرورة إعادة النظر في نظام التكوين الأساسي، مناهجه، و مدته. كما ينبغي مأسسة التكوين المستمر ، لما له من دور فعال في تحسين الكفايات والرفع من مستواها, و كذا إعادة تأهيل المدرسين و تجديد معارفهم و طرق تدريسهم. و في هذا الصدد، ينبغي تنظيم دورات التكوين المستمر على أساس الأهداف الملائمة للمستجدات التعليمية والبيداغوجية، وفي ضوء الدراسة التحليلية لحاجات الفئات المستهدفة، وآراء الشركاء ومقترحاتهم بخصوص العملية التربوية من آباء وأولياء وذوي الخبرة في التربية والاقتصاد والاجتماع والثقافة.
4- مراجعة المناهج الدراسية.
لقد أثبتت الدراسات الميدانية نفور أغلب المتخلفين دراسيا من المناهج بشكلها الحالي، إضافة إلى الأخطاء التي تحتوي عليها بعضها وعدم احترامها للفروق الفردية بين المتعلمين، كما أن مستواها لا يتناسب مع مستواهم خصوصا بالوسط القروي؛ زد على ذلك أن المدة الزمنية المخصصة لتدريس بعض المواد لا تتناسب مع الزمن الحقيقي الذي يفرضه الواقع، مما لا يتيح للمدرس التحقق من مدى اكتساب المعارف لدى جميع المتعلمين.
هذه العوامل و أخرى تفرض علينا مراجعة المناهج مع استحضار اختلاف خصوصيات الوسط القروي عن الوسط الحضري، كما يجب تقليص المحتوى و تجميع المواد المتقاربة في كتاب واحد لتخفيف العبء المادي على الآباء وتخفيف ثقل المحافظ المدرسية على التلميذ، علما أنه قد تبث علميا الآثار الصحية لهذه الظاهرة.
الحديث عن المناهج يحيلنا إلى الحديث عن طرق التدريس حيث نذكر بضرورة التكوين المستمر في المستجدات التربوية، هذا دون أن ننسى ضرورة توفير الوسائل التعليمية و الإيضاحية المتناسبة و المناهج الدراسية الجديدة و استغلال التكنولوجيا الحديثة في تسهيل التحصيل الدراسي.
5- التركيز على أهمية الدعم التربوي
لقد ركزت أغلب الأنظمة التعليمية في السنوات الأخيرة على أهمية الدعم التربوي باعتباره آلية مهمة في التصدي لظاهرة التأخر الدراسي و ظاهرة الهدر المدرسي عموما، وثم وضع إستراتيجية متكاملة للدعم، ففي المغرب مثلا، تم في السنوات الأخيرة تجريب آلية الدعم المدرسي خارج أوقات الدراسة بإيقاعات زمنية مستقلة و تم إعطاء الأولوية لدعم الكفايات الأساسية كالقراءة و الكتابة باللغتين العربية و الفرنسية و الرياضيات. و لقد أتبث تقييم هذه التجربة مدى نجاعتها في تخطي العقبات و إبراز الفروق الفردية في التعلم.
المــــــراجــــــع
– التخلف الدراسي: دراسة نظرية و ميدانية في المدينة و البادية عبد الكريم غريب .
– علم الاضطرابات السلوكية ميخائيل إبراهيم أسعد .
– القدرات العقلية خليل ميخائيل معوض .
– الذكـــــاء فؤاد البهي السيد .
– نبذة عن المدرسة المغربية حتى أواخر القرن التاسع عشر وداد القاضي .
– أضواء على مشكل التعليم بالمغرب محمد علي الجابري .
– الميثاق الوطني للتربية و التكوين المملكة المغربية .
– تقرير المجلس الأعلى للتعليم المملكة المغربية .
– R Zazzo : Les débilités mentales .
– General.A.Huré La planification du maroc .
الفشل الدراسي أسبابه وعلاجه
ومن المعروف مسبقاً مدى أثر هذه الظاهرة على مردودية التعليم و على مسيرة التنمية البشرية حيث أن التعليم الناجح هو أساس كل تنمية بشرية مستدامة ، وكما نعلم أن الأثر الإقتصادي لهذه الظاهرة كبير جداً حيث أن الدولة تنفق أموالاً طائلة على التلميذ المتخلف دراسياً .
لدراسة ظاهرة الفشل الدراسي، سنتبع الخطة التالية:
1 – تعريف ظاهرة الفشل الدراسي.
- 1-1 تعريف الضعف العقلي.
- 2-1 تعريف التسرب الدراسي.
- 3-1 تعريف ظاهرة الفشل الدراسي.
- 1-2 أسباب الظاهرة.
- 2-2 عـــــــلاجــــها.
1 – تعريف ظاهرة الفشل الدراسي.
لتعريف ظاهرة الفشل الدراسي لابد من تعريف بعض الظواهر المرتبطة بها:أ- مفهوم الضعف العقلي
يعتبر الضعف العقلي من بين أهم أسباب الفشل الدراسي و قد اختلف مفهوم الضعف العقلي باختلاف اتجاه الباحثين و باختلاف الزوايا التي صنفوا منها هذه الظاهرة ؛ و فيما يلي نتطرق لأهم الاتجاهات المعروفة:- اتجاه نسبة الذكاء (1)
- اتجــاه الــنــمــو (2)
- اتــجــاه الــتــكـيف (3)
- اتجــاه الـتـربـيـة (4)
ب- مفهوم التسرب الدراسي
التسرب هو الانقطاع النهائي عن المدرسة لسبب من الأسباب قبل نهاية السنة الأخيرة من المرحلة التعليمية التي سجل فيها التلميذ، و إذا أخدنا بعين الاعتبار بنية التعليم في أغلب الدول العربية، فإن التسرب في المرحلة الابتدائية مثلا هو انقطاع التلميذ عن الدراسة قبل إتمام السنوات الست للتعليم الابتدائي.و يختلف التسرب عن الفشل الدراسي في كون التلميذ المتسرب قد انقطع نهائيا عن الدراسة في حين أن المتعثر دراسيا مازال يتابع دراسته. و تكمن العلاقة بين التسرب و الفشل الدراسيين في كون الأول يأتي نتيجة للثاني.
ج- تعريف ظاهرة الفشل الدراسي
- التعريف الأول
- التعريف الثاني
- التعريف الثالث
2- دراسة ظاهرة الفشل الدراسي
1-2 أسباب الظاهرة
- أسـبـاب ذاتــيــة
- عدم ملاءمة المناهج الدراسية
- صعوبة النطق باللغة الأجنبية لاختلافها عن اللغة الأم.
- ضعف الوقت المخصص للمادة و كثرة المواد الفرعية المكونة لها.
- اتسام المادة بالتجريد مما يتناقض مع خصائص المرحلة العمرية لتلاميذ الابتدائي.
- انعدام الوسائل الديداكتيكية الكفيلة بتدليل الصعوبات كالأشرطة السمعية البصرية و الصويرات المناسبة للمناهج الجديدة.
- عــلاقة الفشل الدراسي بالوسط
و انطلاقا من نتائج استقصاء آراء المدرسين العاملين بالوسط القروي فقد لاحظنا أن ظاهرة الفشل الدراسي تكاد تكون لصيقة به، حيث نسب الأمية في صفوف الآباء و الأمهات مرتفعة، و يسجل غياب كبير للتتبع الأسري. ومن ناحية أخرى، سجلنا حين استجوابنا للتلاميذ حول أسباب عدم الاهتمام بالدراسة و بالواجبات المنزلية على الخصوص، ذكر بعضهم ممن يمتلكون الجرأة أسبابا عديدة أهمها ما يلي :
- التساؤل حول جدوى الدراسة خصوصا لغياب أي مجال لاستحضار المكتسب، وتطبيق الكفايات المكتسبة في الفصل في الواقع المعيش للمتعلم .
- استحضار تجربة أفراد العائلة و الأقارب الذين غادروا الدراسة مبكرا نظرا لفشلهم في مواصلة الدراسة لضعف المستوى، أو للالتحاق بسوق الشغل.
- فقدان المدرسة لجاذبيتها و لدورها في نشر المعرفة أمام المنافسة القوية لوسائل الإعلام الوطنية و الدولية و التي يذهب بعضها إلى حد التهكم من المدرس في الأفلام أو الوصلات الاشهارية مما يزعزع مكانته لدى المتعلمين و يؤثر بالتالي في التحصيل الدراسي.
- غياب أي مثال يقتدى به ممن أكملوا تعليمهم في الوسط ، علما أن الطفل يقتدي غالبا بأبيه في ما يخص المهنة التي يود مزاولتها.
- غياب اهتمام الأسرة بالتحصيل الدراسي لأبنائهم، حيث أن عدد الآباء الذين يأتون إلى المدرسة للاستعلام حول مستوى أبنائهم يبقى جد محدود بل منعدما في بعض الأحيان، مما يطرح تساؤلات عريضة حول مدى اهتمام المتعلم بالدراسة في ظل غياب اهتمام و مسائلة الأسرة.
- الأســبــاب الأســـريـــة ( دراسة ميدانية)
- علاقة الفشل الدراسي بنظام التقويم
- علاقة الظاهرة بالمدرسين
- أسباب أخرى
- ظاهرة الإكتضاض بالوسط الحضري، حيث يصل عدد التلاميذ ببعض الفصول إلى 50 تلميذا.
- انتشار الأقسام المشتركة في الوسط القروي (المغرب مثلا) وما لهذه الظاهرة من أثر سلبي على تحصيل المتعلمين.
- قلة الوسائل التعليمية وعدم ملاءمة المتوفر منها للمناهج الجديدة.
- عدم مواكبة المدارس للتطور التكنولوجي المستمر للمحيط، وعدم استفادتها من التقنيات الحديثة في التدريس في غياب الربط بالكهرباء و الإنترنيت في الأوساط القروية، بل و حتى الحضرية أحيانا.
- انعدام التكوين المستمر للمدرسين وتدبدب المدرسين بين مختلف الطرائق و البيداغوجيات.
- عدم استقرار المدرسين بالعالم القروي و بعد عملهم عن مقر سكناهم و قلة المواصلات مما يؤثر سلبا على مردوديتهم.
- بعد المدرسة عن البيت بالنسبة للتلاميذ وعدم فعالية نظام الإطعام المدرسي.
2-2 عــــلاج الظـاهرة
إن الفشل الدراسي بالدول العربية ليس وليد الظروف الراهنة، بل هو في واقع الأمر نتاج لتراكمات تاريخية يكرسها الواقع الاجتماعي و التربوي الحاليان ، ذالك أن التطور التربوي في المجتمعات العربية رغم اعتماده على الجانب الكمي و شحن المتعلم بأكبر كم من المعارف فإنه كان يشق طريقه بخطى حثيثة و ثابتة حيث كان نظام المدرسة في القرن الثامن الهجري(6) من أولى هذه الخطوات الأصيلة.إن تعميم التعليم حل كمي لا يحد من الظاهرة بل يساهم في استفحالها حيث أن تسريع وتيرة التعميم يؤدي إلى بناء مدارس لا تتوفر فيها أدنى شروط العمل و التحصيل. كما أن هذه المقاربة هي في الجوهر تهدف إلى محو الأمية وليس إلى بناء مجتمع المعرفة و التقدم.
و عندما نطرح قضية المجتمع العربي و بنيته، فإننا ننظر إليها من خلال النظريات الاجتماعية الغربية و الأجنبية، إذ أن التجربة بينت أن فلسفة التربية الصالحة هي التي تنبثق من المجتمع نفسه وليس من النظريات المستوردة. ففلسفة التربية نتاج فكري موضوعي يعبر عن واقع موضوعي معين و ليست سلعة تتداول في الأسواق الدولية .
- الـــعــلاج الــبــيــداغـــوجــي
إن جل الدراسات المتقدمة حول ظاهرة الفشل الدراسي أثبتت أهمية التعليم الأولي (رياض الأطفال) الذي يتسم بالجودة في حل هذه المعضلة، و إذا كانت المدن تتمتع برياض الأطفال و المدارس الخصوصية التي تهتم بالطفل منذ سنواته الأولى، فإن البوادي تفتقر إلى هذا النوع من العناية.
يلتحق بالتعليم الأولي, الأطفال الذين يتراوح عمرهم بين أربع سنوات كاملة وست سنوات. وتهدف هذه الدراسة خلال عامين إلى تيسير التفتح البدني والعقلي والوجداني للطفل وتحقيق استقلاليته وتنشئته الاجتماعية وذلك من خلال (7) :
- تيسير التفتح البدني و العقلي و الوجداني للطفل و تحقيق استقلاليته و تنشئته الاجتماعية و ذلك من خلال :
- تنمية مهاراته الحسية و الحركية و المكانية و الزمانية و الرمزية و التخيلية و التعبيرية.
- تعلم القيم الدينية و الخلقية و الوطنية الأساسية.
- التمرن على الأنشطة العملية و الفنية(الرسم،التلوين،الإنشاد…).
- الأنشطة التحضيرية للقراءة و الكتابة باللغة العربية.
إن الباحث في واقع التعليم الابتدائي بالقرى ، يصطدم بمشاكل مركبة تعرقل إلى حد كبير عملية التحصيل الدراسي، ذلك أن واقع الأقسام المشتركة و عدم استقرار المدرسين، إضافة إلى ظروف العمل الصعبة و انعدام التتبع الأسري للتلميذ، كلها عوامل تدفعنا للتفكير الجدي في إقامة مدارس جماعاتية لإيواء التلاميذ وكذا المدرسين في جو يوفر الشروط الضرورية لإنجاح العملية التعليمية-التعلمية. و لقد أثبتت التجربة التاريخية نجاعة هذا الحل، حيث لا يخفى على أحد عدد الأطر ذوي الوزن على المستوى الوطني و الدولي و التي كانت و ما تزال تتخرج من المدارس الداخلية.
3- العناية بالعنصر البشري تكوينا و تحفيزا
لقد أثبتت التجربة الميدانية فشل نظام التدريس بمراكز تكوين المدرسين، حيث أن المناهج المعتمدة لا علاقة لها بالواقع، فنجد معظم المتخرجين يضطرون لترك ما تعلموه جانبا لفسح المجال أمام الارتجال الذي يفرضه واقع الحال في مدارسنا، خصوصا في الوسط القروي، حيث أن فلسفة التربية و طرائق التدريس و علم النفس التي تدرس بمراكز التكوين كلها نظريات مستوردة و غير مناسبة للواقع السوسيوثقافي العربي.
هذه الحقيقة تفرض علينا ضرورة إعادة النظر في نظام التكوين الأساسي، مناهجه، و مدته. كما ينبغي مأسسة التكوين المستمر ، لما له من دور فعال في تحسين الكفايات والرفع من مستواها, و كذا إعادة تأهيل المدرسين و تجديد معارفهم و طرق تدريسهم. و في هذا الصدد، ينبغي تنظيم دورات التكوين المستمر على أساس الأهداف الملائمة للمستجدات التعليمية والبيداغوجية، وفي ضوء الدراسة التحليلية لحاجات الفئات المستهدفة، وآراء الشركاء ومقترحاتهم بخصوص العملية التربوية من آباء وأولياء وذوي الخبرة في التربية والاقتصاد والاجتماع والثقافة.
4- مراجعة المناهج الدراسية.
لقد أثبتت الدراسات الميدانية نفور أغلب المتخلفين دراسيا من المناهج بشكلها الحالي، إضافة إلى الأخطاء التي تحتوي عليها بعضها وعدم احترامها للفروق الفردية بين المتعلمين، كما أن مستواها لا يتناسب مع مستواهم خصوصا بالوسط القروي؛ زد على ذلك أن المدة الزمنية المخصصة لتدريس بعض المواد لا تتناسب مع الزمن الحقيقي الذي يفرضه الواقع، مما لا يتيح للمدرس التحقق من مدى اكتساب المعارف لدى جميع المتعلمين.
هذه العوامل و أخرى تفرض علينا مراجعة المناهج مع استحضار اختلاف خصوصيات الوسط القروي عن الوسط الحضري، كما يجب تقليص المحتوى و تجميع المواد المتقاربة في كتاب واحد لتخفيف العبء المادي على الآباء وتخفيف ثقل المحافظ المدرسية على التلميذ، علما أنه قد تبث علميا الآثار الصحية لهذه الظاهرة.
الحديث عن المناهج يحيلنا إلى الحديث عن طرق التدريس حيث نذكر بضرورة التكوين المستمر في المستجدات التربوية، هذا دون أن ننسى ضرورة توفير الوسائل التعليمية و الإيضاحية المتناسبة و المناهج الدراسية الجديدة و استغلال التكنولوجيا الحديثة في تسهيل التحصيل الدراسي.
5- التركيز على أهمية الدعم التربوي
لقد ركزت أغلب الأنظمة التعليمية في السنوات الأخيرة على أهمية الدعم التربوي باعتباره آلية مهمة في التصدي لظاهرة التأخر الدراسي و ظاهرة الهدر المدرسي عموما، وثم وضع إستراتيجية متكاملة للدعم، ففي المغرب مثلا، تم في السنوات الأخيرة تجريب آلية الدعم المدرسي خارج أوقات الدراسة بإيقاعات زمنية مستقلة و تم إعطاء الأولوية لدعم الكفايات الأساسية كالقراءة و الكتابة باللغتين العربية و الفرنسية و الرياضيات. و لقد أتبث تقييم هذه التجربة مدى نجاعتها في تخطي العقبات و إبراز الفروق الفردية في التعلم.
خـــــاتــــمــــة
إن المشاكل التي يتخبط فيها التعليم بالوطن العربي هي نتيجة حتمية للواقع السوسيو إقتصادي و للتوزيع الجغرافي للسكان، حيث أن انعدام التوازن بين النمو الاقتصادي و النمو الديموغرافي و انعدام مشروع مجتمعي متكامل تنخرط فيه جميع الأطراف المعنية من أسرة و مجتمع و سلطات وصية…. للخروج بمخطط واضح المعالم بغية إصلاح المنظومة التعليمية بالإضافة إلى ضعف الإرادة السياسية، كلها عوامل أدت بشكل أو بآخر إلى إفراز الواقع الحالي للتعليم بكل سلبياته.- (1) إبراهيم أسعد: علم الإضطرابات السلوكية.
- (2) R Zazzo : Les débilités mentales P 286
- (3)خليل ميخائيل معوض: القدرات العقلية ص 274.
- (4) فؤاد البهي السيد: الذكاء ص 419.
- (5) خليل ميخائيل معوض : القدرات العقلية ص 269
- (6) وداد القاضي نبذة عن المدرسة المغربية حتى أواخر القرن التاسع عشر ص 66
- (7) المملكة المغربية الميثاق الوطني للتربية و التكوين.
المــــــراجــــــع
– التخلف الدراسي: دراسة نظرية و ميدانية في المدينة و البادية عبد الكريم غريب .
– علم الاضطرابات السلوكية ميخائيل إبراهيم أسعد .
– القدرات العقلية خليل ميخائيل معوض .
– الذكـــــاء فؤاد البهي السيد .
– نبذة عن المدرسة المغربية حتى أواخر القرن التاسع عشر وداد القاضي .
– أضواء على مشكل التعليم بالمغرب محمد علي الجابري .
– الميثاق الوطني للتربية و التكوين المملكة المغربية .
– تقرير المجلس الأعلى للتعليم المملكة المغربية .
– R Zazzo : Les débilités mentales .
– General.A.Huré La planification du maroc .
اضف تعليق
0 comments: