يداً بيد..
بقلم/ سمية عبدالله أبو تيلخ .
خجلٌ يعتري العالمَ أجمع من قدرةِ الشعبِ الفلسطيني على كسرِ كلِ المؤامراتِ التي تُحاكُ ضدّه ُ، والتي يشتركُ فيها الجميعُ على حدٍ سواء ، إما بالمشاركةِ الفعليةِ أو بالصمتِ القاتل .
ما زالَ الفلسطينيُ يبتكرُ وسائلَ قتاليةً تُضْعِفُ من قوةِ عدوه و تهزُ من جبروته ، مستخدماً كل ما يُتاحُ له من إمكاناتٍ للنضالِ ولنيلِ الحرية ، ولا تقفُ قوةَ الفلسطيني عند حدِ الحجرِ والسكينِ و العبواتِ المحليةِ الصنع بل أضاف عليها سلاحاً أكثرَ إرهاباً و تخويفاً ، نبع هذا السلاحُ من قولِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم : ” مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم : مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى ” صدق رسول الله . [أخرجه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير]
كلما زادَ الاحتلالُ في غطرسته وعنجهيته كلما زادَ تكاتفُ الشعبُ وتلاحُمِه ، و في ذلك رسالةً يُرسلها الشعبُ لمحتلِه بأنه لا تُرهبه القوةُ المستبدةُ في هدمِ البيوت و قتلِ الشباب والأطفال والنساء والشيوخ ، فشعبٌ وَهَبَ رُوحَه لوطنه ودينه لن يَتوانى عن تقديمِ بيته عن طيب خاطر .
و تجلّت أسمى مشاهدِ التكافلِ الاجتماعي في وِقفةِ أهالي مخيم شُعْفاط بالقدس المحتلة مع أهل الشهيد “إبراهيم عُكاري” والذي هَدمت قواتُ الاحتلال منزلَه في وسيلةٍ منها لوأد النضال الفلسطيني ، لكنه تفاجأ بردة فعل أهالي المخيم ؛ حيثُ لم تمرْ أربعة ساعاتٍ على هدمِ المنزل إلا وقد تم تجهيزُ منزلٍ آخر بكل لوازمه المعيشية وتم تسليمُ مفاتيحه لعائلة الشهيد .
بعد تجهيز المنزل بدأت حملاتِ التبرعِ من أهالي المخيم و أصحاب الورش والمحلات بتقديم كل ما يمكنهم تقديمُه من أجل إعادة منزل الشهيد كالسابق في أقل من شهر .
لم يقفْ الأمر عند هذا الحد ، بل إن مدينة نابلس انتهجت ذاتَ المنهج و بدأت فعلياً في أكبرِ حملةِ تبرعاتٍ من أجل إعادة بناء منازل كل من يقوم الاحتلال بهدم منازلهم .
هذه الصورة لم تكن الصورةَ الأولى ولم تكن بدايةَ المنهج بل إن أهالي قطاع غزة كان لهم بصمةٌ واضحةٌ في تكافله كان من أجلِها و أبرزها يوم أن أعلنت قوات الاحتلال نيتها قصف منزل أحد الشهداء فقام أهالي المنطقة بالتجمهر على سقف ذلك المنزل ؛ منعاً للاحتلال من قصفه و كان على رأسهم الشهيد “نزار ريان” و قد كانت إرادة الشعب الفلسطيني أقوى من الاحتلال ولم يتم قصف المنزل و أصبحت هذه الطريقة منهجاً يسير عليه جميع أبناء الشعب.
و صورٌ عديدة رسمها الشعب خلال العدوان الأخير على قطاع غزة تمثلت في احتضان من تم قصف منزله حيث تشاركت أكثر من عائلة في منزل واحد تقاسموا الغرف و كذلك الطعام الشحيح .
كثيرةٌ هي صورُ التكافلُ التي حارب من خلالها الشعبُ الفلسطيني الاحتلال الصهيوني سواءً في غزة أو الضفة أو أراضي الـ 48 .
شعبٌ بهذه العقلية يسعى لتحرير بلاده بشتى السبل قلْ لي بربك كيف يُهزم ؟!
اضف تعليق
0 comments: