الشهيد الدكتور إبراهيم المقادمة .

شارك
   
إبراهيم المقادمة
  https://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/thumb/f/f9/Ibrahim_al-Makadmeh.jpg/240px-Ibrahim_al-Makadmeh.jpg
وُلِد المقادمة عام 1952 في مخيم جباليا بعد أربع سنوات من تهجير أهله إلى قطاع غزة من قريته "بيت دراس" على يد المغتصبين الصهاينة عام 1948، إلا أن الحقد الصهيوني لاحق والده، وأجبره على الرحيل، فانتقل للعيش في مخيم البريج وسط قطاع غزة، وذلك عام 1970 يوم أن كان إريل شاورن حاكمًا لغزة، وانتهج يومها سياسة تدمير المنازل للقضاء على ثورة الشعب الفلسطيني المقاوم للاحتلال.
حصل المقادمة على الثانوية العامة، وكان الأول على مدرسته، ثم التحق بكلية طب الأسنان في مصر، وكان في ذلك الوقت قد التحق بجماعة الإخوان المسلمين؛ فكان إلى جانب تحصيله للعلم يقوم بمهام الدعوة مع الإخوان المسلمين؛ فكان أحد أهم المسئولين عن النشاط الطلابي الإسلامي الفلسطيني في الجامعات المصرية.
أنهى المقادمة عام 1976 بكالوريوس طب الأسنان، وعاد إلى قطاع غزة بعد أن تزوج من ابنة عمه المقيمة في مصر، وفور عودته عُيِّن في مديرية الصحة زمن الاحتلال الإسرائيلي، وعمل في قسم الأشعة بمستشفى العريش الذي كان تحت الاحتلال الإسرائيلي قبل أن يعود إلى مصر، ثم انتقل للعمل في مستشفى النصر للأطفال والشفاء بغزة.
في مخيم جباليا عاد المقادمة وفتح عيادة لطب الأسنان حتى يقدم خدمة لأهل مخيمه الذي عاش سنين طفولته وشبابه فيه، ورغم النجاح الذي حققه في عمله، فإنه تفرغ فيما بعد لعمله الإسلامي ودعوته التي وهب لها عمره
.
إلى فلسطين.. مرحلة جديدة
عندما عاد المقادمة عام 1976 إلى قطاع غزة التحق بقيادة الإخوان المسلمين، وكان على مقربة من الشيخ أحمد ياسين الذي أحبه حبًّا لا يوصف، وشكَّلا معًا القيادة الفاعلة لحركة الإخوان في فلسطين، كما شكَّل المقادمة مع الشهيد القائد صلاح شحادة وبعض الكوادر الأخرى النواة الأولى للجهاز العسكري للإخوان المسلمين في قطاع غزة، وعمل على إمداد المقاتلين بالأسلحة، وفي عام 1983 اعتقل مع الشيخ أحمد ياسين بتهمة الحصول على أسلحة، وإنشاء جهاز عسكري للإخوان المسلمين في قطاع غزة، وحكم على الشيخ أحمد ياسين بثلاثة عشر عامًا، وعلى المقادمة بثماني سنوات. بعد أن أنهى فترة عقوبته حكم عليه بستة أشهر إضافية "إداريًّا" (أي بدون محاكم) بعد أن كتب حول اتفاقية أوسلو ومخاطرها على القضية الفلسطينية، وعندما خرج عام 1992 علقت الصحف العبرية بأنه تم الإفراج عن نووي حماس في غزة، واصفة إياه بأنه أخطر المعتقلين على إسرائيل.
نشط الدكتور المقادمة في الفترة الأخيرة من حياته في المجال الدعوي والفكري لحركة حماس، وكان يقوم بإلقاء الدروس الدينية والفكرية والسياسية والحركية بين شباب حماس وخاصة الجامعيين منهم، وكان له حضور كبير بينهم
.
وقفات مع شعر الشهيد إبراهيم المقادمة في ديوانه لا تسرقوا الشمس
لم يقتصر دور الشهيد الدكتور إبراهيم المقادمة على المجال السياسي والفكري، بل تعداه إلى التجربة الشعرية النابعة من تجارب قاسية مرّ بها الشهيد، شحذت عواطفه وقريحته بمجموعة من القصائد التي جُمعت في ديوانه الصادر حديثاً ((لا تسرقوا الشمس)).
ينتمي شعر الشهيد الدكتور إبراهيم المقادمة إلى أدب السجون فقد كتب إحدى عشرة قصيدة من الاثنتي عشرة في السجون. وتحمل القصائد رسالة إنسانية مفعمة بالصبر على الأذى والإصرار على دعوة الخير، والروح الأبوية المفعمة بالإحساس المعذب قي قصيدة ابنه البكر أحمد الذي غرق في البحر، وفيها عتاب من الشاعر على البحر، فكأنه اشترك مع أعدائه في المؤامرة عليه.

يتمتع الشاعر بنفَس قصصي أخذ حيزاً كبيراً من شعره فقصيدة ((على الشبك)) قصة قصيرة تعتمد موقفاً إنسانياً، وكذلك قصيدة ((في التحقيق)).
يقع الديوان في خمس وستين صفحة من القطع المتوسط، ويضم اثنتي عشرة قصيدة نظمها على مدار اثنتي عشرة سنة (1984-1996)، فقد كان –رحمه الله- شاعراً مقلاً مجيداً، على الرغم من كتابته الشعر منذ الطفولة.
يرى عميد كلية الآداب في الجامعة الإسلامية في غزة الدكتور محمود العامودي أن الشهيد المقادمة كان ((حالة نادرة في حركة الوعي الفلسطيني منهجاً في عقله وعقيدة في قلبه وتضحية في حياته، فكان لذلك نموذجاً يستحق أن نقف عنده تفكراً وتأملاً لكلماته واقتداءً بسلوكه)).
أما الدكتور يوسف الكحلوت رئيس قسم اللغة العربية بالجامعة الإسلامية في غزة فيلاحظ أن الشهيد استطاع ((أن يثري عقولنا بمضامين فكرية شتى كانت قد أنتجتها تجربته الخاصة فجاءت صادقة ومعبرة.. مما مكن لهذه التجربة الحضور الواسع في ساحة الأدب وفي ذهن المتلقي)).
رئيس منتدى أمجاد الثقافي الدكتور عبد الخالق العفّ؛ أستاذ الأدب والنقد في الجامعة، اعتبر أن لشعر القائد الشهيد أثراً انفعالياً في نفس المتلقي ((لأن نبض الحياة قد سرى في شرايين الكلمات بعد أن استشهد قائلها في سبيلها)).


ويلفت الدكتور كمال غنيم أستاذ الأدب والنقد في الجامعة الإسلامية إلى أثر السيرة الجهادية للمقادمة الذي قضى خُمس حياته في السجن انتصاراً للحق، وكتب إحدى عشرة قصيدة من أصل اثنتي عشرة في السجن. حيث أن قصائده ((حملت طابعاً إنسانياً وجدانياً خاطب فيها أبناءه وأمته بأسلوب عاطفي رائع)).

ويشدد الدكتور حماد أبو شاويش على القيم الإسلامية في شعر المقادمة، خاصة الباعث الديني الذي خلق التجربة في نفس الشاعر متمثلاً بالبيئة والنشأة وصدق التجربة، فهو فارس السيف والقلم.
ويضيف الدكتور عبد الرحيم حمدان أن القيم الإسلامية في ديوان ((لا تسرقوا الشمس))، والتي تمثلت في الصبر والتوجه إلى الله بالدعاء ومناجاته والصمود والتحدي..
ويتناول الدكتور يوسف رزقة في مبحثه عن شعر المقادمة في ندوة جرت في الجامعة الإسلامية في غزة ((الرومانسية الإيمانية في الخطاب الشعري لديوان المقادمة)) بالوصف والتحليل والتفسير على مستوى الشكل والمضمون. وقارنها بالرومانسية الدنيوية المتمثلة في شعر أحمد زكي أبو شادي، وتطرق إلى قصيدته لابنته فاطمة ((على الشبك)) حيث كانت الطفولة أقوى في مواجهة الحياة من الأب
.


 
صدر اليوم ديوان الشاعر الشهيد الدكتور ابراهيم المقادمة في ذكراه السنوية الأولى وذلك تكريما له
وانتقيت لكم هاتين القصيدتين وسأتبعهما بأخرى إن شاء الله
رحم الله الشهيد القائد المفكر وجعلنا من رفقائه في الفردوس الأعلى ان شاء الله

على الشبك
شعر: الدكتور إبراهيم المقادمة


على الشبك، أواجه صوتها الرنان
يهتف صائحاً أبتي
فيعزف أعذب الألحان
وتقفز كالعصفورة انحطت على شركِ
على الشبكِ
وتنفض كل ما حملت
من الأشواق فاطمة وما فتئت
تداعب قلبي المربوط بالشبك
بأخبار الصغار، تصيح تفتخر
بأخوتها وقد كبروا
وأعمام أحاطوها عنايتهم وما ضجروا
أفاطمُ، يا ربيع القلب يزدهر
ويا من تحسب الأيام تنتظر
زيارة والدٍ في السجن مرتهن
عهداً يظل جهادنا أبداً
حتى تعود لوجهك البسمات تنتشر
على الشبك
مدت أصابعها والقلب يرتجف
لكي تمس أصابعي والدمع ينذرف
يا للصغيرة بات الشوق يعصفها
فتصيح يا أبتي
صبراً، يهون الأذى إن يشرف الهدف
أنا في انتظارك حين تخرج
نبدأ درب ثورتنا ونعتصف
قواعد الظلم والطغيان والسَفكِ
على الشبكِ
كانت تلامس روحها روحي
فتلتحما على وشكِ
ويصيح جلفٌ من وارء الظهر مسترقاً
خُتمت زيارتكم هيا لتفترقا
هيهات
إن عيونها بعثت رسائلها بلا وجل
فتوصلها، برغم مكهرب الأسلاك والحسكِ
أبنيتي إني على ثقةٍ
بعناية من واحد أحد
تلف روحك، ترعاها، تحيط بها
حين اتقيت، سلكتُ الدرب بالرشدِ
جاهدت فيك إلهي طائعاً رغباً
ولن أهادن فاحفظ فلدة الكبد
أبنيتي كوني على ثقةِ
بالحق، بالنصر، مهما استبدت ظلمة الحَلَكِ
***

عام دراسي جديد
شعر: الدكتور إبراهيم المقادمة


في غدٍ عام جديد
يفرح الأطفال بالعام الجديد
قد كبرنا يا أبي
وافتقدناك طويلاً
مر عيدٌ، بعد عيد، بعد عيد
كم حلمنا، أن ترانا دون قضبان الحديد
برغم القيد، والفقد كبرنا
وحلمنا مثل كل الناس أن ترعى خطانا
وحلمنا مثل كل الناس أن تلثم فانا
وحلمنا أن تصب النور حباً في رؤانا
وتشيع الدفء فينا
نظرة الحب الودود
في غدٍ يفرح الأطفال يا أبتاه بالفصل الجديد
في غدٍ ينشد الأطفال للإسلام لليوم السعيد
في سبيل الله للإسلام سرنا
ننصر الإسلام لا نخشى العبيد
قد كبرنا وتعلمنا الصلاة
وحفظنا بعض آيات الكتاب
وبدأنا مذ تعلمنا الحساب
نحسب الأيام ، نصغي كلما دقدق باب
علَّ هذا اليوم يأتي
يسبق الأيام، تخطو فيه في البيت خطاك
تحمل الحلوى إلينا والهدايا
كسوة العام الجديد
حبة القلب ويا نور العيون
إن درب العز مفروش بأنَّات الجراح
بالأذى العذب، بأشواك الطريق
بالضحايا، باليتامى والثكالى، بزنازين العذاب
بالمعاناة التي تستولد العزم وتحيي
نفحة الإيمان في ميت القلوب
تبعث الإصرار للثأر العنيد
يا شغاف القلب عهداً لن نحيد
فاكبروا للحق جنداً
يبذل الروح يضحي بالحياة
لا يبالي في سبيل الحق لو سالت دماه
يحمل الروح على الكف ويمضى في مناه
أنا للجنة أحيا، يا إلهي
في سبيل الحق فاقبضني شهيداً
واجعل الأشلاء منى معبراً
للعز للجيل الجديد



 
 

في التحقيق
شعر: الدكتور إبراهيم المقادمة


ويأتي الليل يطرق بابنا المقفل
وقضبان الحديد تدق إسفينا
وأبواب من الفولاذ تربض في فم المدخل
وقلبي نابض، هاتوا سلاسلكم
هاتوا بنادقكم، هاتوا قنابلكم
لن نستكين لبطشكم، هيهات، لن نرحل
ويأتي الليل يطرق بابنا المقفل
ويمضي الليل، هيا دونكم جسدي
وهات القيد، مزق معصمي الأجدل
وهات الكيس واكتم زفرتي الحرَّى
وصب الثلج، في كانون في صدري
فإن القلب كالمرجل
وهات الغاز واحرق مقلتي الحرّة
وسد منافذ الأنفاس في رئتي فلن أوجل
وهدد كيفما تهوى
وعذب كيفما تهوى
فدونك قلبي المقفل
ويمضي الليل هيا، دونك، اصلبني
على الجدران، واحرم مقلتيَّ النوم
هات الضرب، هات الركل ، لا تبخل
وكل وسائل التعذيب جربها، فلا تخجل
وشرد أسرتي ما شئت
واهدم فوقها المنزل
وعذب صبيتي، هيهات، أن أهن
وقلبي عامر بالذكر، يبتهل
وعزيمتي نار بها الإيمان يشتعل
وروعي بارد كالطل
وكل وسائل التعذيب لن تجدي
فتيلاً في فمي المقفل
سأصبر رغم تعذيبي وآلامي
وأصبر رغم أوجاعي وأسقامي
ولما تصّعد الآهات من قلبي فلا تعجل
فتلك الآه للرحمن أرسلها لتثبيتي
فإن الموت أهون من قبول العار يا أرذل
وإن الآه للرحمن أطلقها
تخفف وطأة الآلام، تطفئ لذعة الحنظل
بلال، يا بلال الخير علمني
دروساً في تحدي البطش
أحفظها ولا أغفل
وأرفع هامتي للشمس أستعلي
ومن ظُلمِ الزنازين
سأخرج في يدي المشعل
لأرشد أمتي العزلاء
أصنع للغد الآتي
بطولات ومستقبل

***


 
4- قصيدة لا تسرقوا الشمس

لا تسرقوا الشمس
خذوا كل شئ ولا تسرقوا الشمس منا
خذوا القمح لكن
خذوا النفط لكن
خذوا الروح لا بأس
لا تسرقوا الشمس منا
نخاف عليها ظلام المحيط وبرد الجليد وأرواحكم
فلا تسرقوها
خذوا كل شىء .. ولكن دعوا شمسنا
نخاف عليها دماء الغروب
نخاف علينا
سنمسك بالشمس قبل المغيب
نقطّع كلَّ السلاسل
فلا تسحبوا الشمس منّا
فكل خيوط الضياء
إلى القلب مشدودة والعروق
خذوا كل شىء وأبقوا الشروق
نخاف عليها الغروب ، نخاف علينا
ونخشى بأن تلمسوها
فنفقد نحن الضياء
وأنتم تنالون منها الحريق
سنفرح بالشمس في ذات يوم
ستشرق توقظ كلّ النّيام
وترشد كل الحيارى
ويصحو عليها السكارى
فننهض بالنور نحيى الحياة
ونفتح بالحب داراَ فدارا
ونشرق بالضوء عند الشروق
ولا نمنع الفضل جارا
فلا تسرقوا الشمس منا



 
 
أاحمد ابن الشاعرالبكر الذي غرق في بحر غزة أثناء وجوده في السجن

أحمــد
حبيبي .. أهذا أنت ؟ تختلطُ الصور
أهذا أنت ؟ تحترق الصور
أهذا أنت ؟ تجذب قلبيَ المكلومَ
تصعقهُ ، تمزِّق ما تبقَّى فيه ، يحترقُ القمر
حبيبي أحبسُ الدمعات تحرقني
ويحترق البصر .
نموت كنبتة الصحراء
هل أنساك ؟ لا أنسى فؤادي
هل أبكيك ؟ يشفيني البكاء
نموت كنبتة الصحراء
يمضي العمر لا أحظَى بضمّك
نموت وحلم حاضريَ المعنَّى
بأن تسعى خطاك أمام عيني
تسير بمهجتي وحنانِ أمّك
حبيبي : أهذا أنت يخذلني العزاء
نموت كنبتة الصحراء حتى
غرقتَ ، ولم أمدد إليك يداً
ومتَّ ، ولم أدفع فداك فدا
وغُسَّلت لم أحضر
ولم تلثم شفتاي ثغرك
ودفنت لم أبصر
ولم أوسِدْك قبرك
نموت كنبتةَ الصحراء
مت كنبتة الصحراء
هل أبكيك .. يحرقني البكاء
هل أنساك .. ينساني الهواء
أفرُّ إلى إله الكون يمنحني العزاء
لك الحمدُ ربِّي عظيمَ الثناء
لك الحمدُ ربِّي مجيب الدعاء
عليك اعتمادي .. وأنت الرجاء
فثبِّت فؤادي
أَعنِّي على مجريات القضاء
ومن لي سواك بدنيا العناء
------
أطارقُ هذا أنت وحدَك
جئتَ وحدك ؟ أين أحمد ؟ أين أحمد ؟
طارقُ .. هيَّجتَ قلبي
أتلعبُ بعد اليوم من دون أحمد ؟
طارقُ .. هيَّجت قلبي
أتلعبُ بعد اليوم من دون أحمد ؟
أتأكلُ من دون أحمد ؟
أتشربُ من دون أحمد ؟

أفاطمُ جئتِ لا تشتكين
من اليوم لا تشتكين
فلن تعتبي لن تقولي له
بأنّك أنت أخونا الحنون
فلا تقسُ يوماً على ضعفنا
فأنت مكان أبينا السجين .
وأنت لنا في البلاء المعين .

ويا عبدُ هذا قضاء الإله
فلسنا ندين لربِّ سواه
ولسنا نضج بشىء قضاه ولن نستعيض من الصبر سلوى
ولن نستعين بغير الصلاة

أعائشُ ويحَكِ ما تفعلين
فما زالَ قلبك هذا الصغير
من الحزن أصغر
وما زالَ قلبك هذا الصغير
من الموتِ أصغر .
فهل تفهمين وقبل الأوان
وهل تهتدين لمعنى الزمان
ومعنى الحياة ومعنى الممات
ومعنى الهمود الأخير
ومعنى الوداع الأخير
وهل تعرفين إذا ما أساء صبيٌّ إليك
بمن تحتمين ؟
وإن أغضبوك فهل تصرخين ؟
سأحضر أحمد
أما زال أحمد أقوى ولد
أما زال أحمد زين البلد

أحمد يا ابن جدتك الأثير
وطفلها الفرد المدلّل
كنت العزاء لها وللسلوان جدول
كانت تحسُّ أباك في عينيك في الشعر المرجَّل
كانت تهيم سعادةً
بعنادك الموروث والشغب المفضَّل
إذ تشتكي بلسانها ممَّا فعلت وكدت تفعل
إذ تفضح العينان
ما في القلب من فرح موصل
لهفي عليها الآن من ثكلى
وإن كنت المصاب وكنت أثكل

يا أمَّ أحمدَ .. إنه عرسٌ لأحمد
يكبر الحلم ويكبر كلما يكبر أحمد
كلّما يقذف بالأحجار في وجهِ الجنود
كلّما يُجرح أحمد
كلما يصرخ في وجه الجنود :
"
سيعود جيشُ محمد سيعود"
هل تذكرين مساحة الحزن
لا يعدل الأحباب إلا أجرهم عند الإله
فتجلدّي وتصبري الصبر الجميل
وإلى الصلاة .. إلى الصلاة .. إلى الصلاة
رفقاً بقلب الأم يا ربَّ السماء
أرسلْ سكينتك الحبيبة أرضها
بقضائك المحتوم وامنحها هداك
يا راحماً واربط بفضلك قلبها
واجبر قلوباً أنت جابرها ، رضاك

عشقتك يا بحر طفلاً وكهلاً
عشقتك يا بحر ماءً ورملاً
ما خفت منك ومارهبتك
إذ أبادلك الغرام
هل يغدرُ العشَّاقُ ؟
هل يجتاحهم غولُ انتقام ؟
أنا لا أصدِّق ما فعلتَ .. وأنت أنت
هل دنّسوك ؟ وسمّموك ؟ وجندوك ؟ !
هل غيروا وجه المحب هل غيرّوا اسمك صار "يام"
هل علّموك الغدرَ ؟ نقض العهد
تحريفَ الكلام
وهل انتهت طلقاتهم ؟ فقدمت أنت
يا بحر أنت مسخَّر وأنا مسخر
فلماذا تسخر اليوم وتفخر ؟
وأنا رهينُ القيد تغدر
ما كنت أترك مهجتي بيديك
ضارعةً وأنظر
فالموت أهون مطلباً وأنا وأنت .
حبيبي أراك كما أنت
أنَّي التفتُّ ، وأَنَّي انتبهتُ
فأَنَّي تغيب
حديثي إليك .. فأنَّي تغيب
هل يملك الآباء أن يتصوروا وكبداً يغيب ؟
قلباً يغيب .
أبني كم فرح فرحت وكم فرح
منذ التثمتك قُبلتي الأولى
ومنذ رفعت في أذنيك كلمات الأذان
وحين سكبت في الآذان سرك
كنتَ المؤمَّل أن تكون مجاهداً
يأبىَ الهوان .
أبنيَّ كم فرحٍ فرحتَ وأنت تشدو
للمرّة الأولى بفاتحة الكتاب
وكم فرحٍ وأنت تجيىءُ بالبشرى
تشقق بين قضبان العذاب
إنني الأولُ يا بابا
فتفتحُ ألف باب
من الآمال تسرح
كم فرح مجنح
إذ تمسك الحجر المقدس
للمرة الأولى ، لترميه مواجهاً الحراب
كم حزن وكم فرح مجنح
إذ أنت تخبرني
بأنك قد جرحت وسوف تجرح
إنَّي نذرتك للإله مجاهداً
فليَ النصيب
أنت الذكي .. بخاطري أنَّي تغيب
أنت الجرىء .. بخاطري أنَّي تغيب
أنت التقي .. بخاطري أنَّي تغيب
هل يقدرُ الأحباب أن يتفرقوا ؟!
هل يقدر الأحباب أن يتمزقوا ؟!
يا ربّ قلبي دامع
يا جابراً قلبي الملوَّع
يا ربّ حزني واسع
لكنما رحماك أوسع
يا رب فاجمعني به
بجوار سيِّدنا المشفع
***
17
يوليو 1990



 
 
 
 
 
على الشبك
شعر: الدكتور إبراهيم المقادمة


على الشبك، أواجه صوتها الرنان
يهتف صائحاً أبتي
فيعزف أعذب الألحان
وتقفز كالعصفورة انحطت على شركِ
على الشبكِ
وتنفض كل ما حملت
من الأشواق فاطمة وما فتئت
تداعب قلبي المربوط بالشبك
بأخبار الصغار، تصيح تفتخر
بأخوتها وقد كبروا
وأعمام أحاطوها عنايتهم وما ضجروا
أفاطمُ، يا ربيع القلب يزدهر
ويا من تحسب الأيام تنتظر
زيارة والدٍ في السجن مرتهن
عهداً يظل جهادنا أبداً
حتى تعود لوجهك البسمات تنتشر
على الشبك
مدت أصابعها والقلب يرتجف
لكي تمس أصابعي والدمع ينذرف
يا للصغيرة بات الشوق يعصفها
فتصيح يا أبتي
صبراً، يهون الأذى إن يشرف الهدف
أنا في انتظارك حين تخرج
نبدأ درب ثورتنا ونعتصف
قواعد الظلم والطغيان والسَفكِ
على الشبكِ
كانت تلامس روحها روحي
فتلتحما على وشكِ
ويصيح جلفٌ من وارء الظهر مسترقاً
خُتمت زيارتكم هيا لتفترقا
هيهات
إن عيونها بعثت رسائلها بلا وجل
فتوصلها، برغم مكهرب الأسلاك والحسكِ
أبنيتي إني على ثقةٍ
بعناية من واحد أحد
تلف روحك، ترعاها، تحيط بها
حين اتقيت، سلكتُ الدرب بالرشدِ
جاهدت فيك إلهي طائعاً رغباً
ولن أهادن فاحفظ فلدة الكبد
أبنيتي كوني على ثقةِ
بالحق، بالنصر،
مهما استبدت ظلمة الحَلَكِ
 
مقتطفات من شعر المقادمة
المقادمة التقي الخفي
أنا للجنة يا إلهي
في سبيل الحق فاقبضني شهيدًا
واجعل الأشلاء مني معبرًا
للعز.. للجيل الجديد
...............
يا إخوتي يا رهط خير الناس يا نور المشاعل
يا إخوتي يا ملح هذي الأرض يا نسل البواسل
يا إخوتي يا بدر هذا الليل للظلماء قاتل
صونوا أخوتكم وأحيوا ليلكم فالظلم زائل
.............
يا فتية القسّام هذا دربكم شوك الصعاب
درب القنابل والرصاص سبيلنا وهو الخطاب
لن ينقذ الباغي الفرار ولو تعلق بالسحاب
..............
قد تناثر
في انشطار لا تناهي تكاثر
في قلوب الناس ألقى خصبه
أشعل النور وسافر
غدت أشلاؤه لما تناثر
لقوافل الشهداء في الدنيا مثائر
ورمى النور ضياء في قلوب العاشقين
على الشبك
شعر: الدكتور إبراهيم المقادمة
على الشبك، أواجه صوتها الرنان
يهتف صائحاً أبتي
فيعزف أعذب الألحان
وتقفز كالعصفورة انحطت على شركِ
على الشبكِ
وتنفض كل ما حملت
من الأشواق فاطمة وما فتئت
تداعب قلبي المربوط بالشبك
بأخبار الصغار، تصيح تفتخر
بأخوتها وقد كبروا
وأعمام أحاطوها عنايتهم وما ضجروا
أفاطمُ، يا ربيع القلب يزدهر
ويا من تحسب الأيام تنتظر
زيارة والدٍ في السجن مرتهن
عهداً يظل جهادنا أبداً
حتى تعود لوجهك البسمات تنتشر
على الشبك
مدت أصابعها والقلب يرتجف
لكي تمس أصابعي والدمع ينذرف
يا للصغيرة بات الشوق يعصفها
فتصيح يا أبتي
صبراً، يهون الأذى إن يشرف الهدف
أنا في انتظارك حين تخرج
نبدأ درب ثورتنا ونعتصف
قواعد الظلم والطغيان والسَفكِ
على الشبكِ
كانت تلامس روحها روحي
فتلتحما على وشكِ
ويصيح جلفٌ من وارء الظهر مسترقاً
خُتمت زيارتكم هيا لتفترقا
هيهات
إن عيونها بعثت رسائلها بلا وجل
فتوصلها، برغم مكهرب الأسلاك والحسكِ
أبنيتي إني على ثقةٍ
بعناية من واحد أحد
تلف روحك، ترعاها، تحيط بها
حين اتقيت، سلكتُ الدرب بالرشدِ
جاهدت فيك إلهي طائعاً رغباً
ولن أهادن فاحفظ فلدة الكبد
أبنيتي كوني على ثقةِ
بالحق، بالنصر، مهما استبدت ظلمة الحَلَكِ
***
عام دراسي جديد
شعر: الدكتور إبراهيم المقادمة
في غدٍ عام جديد
يفرح الأطفال بالعام الجديد
قد كبرنا يا أبي
وافتقدناك طويلاً
مر عيدٌ، بعد عيد، بعد عيد
كم حلمنا، أن ترانا دون قضبان الحديد
برغم القيد، والفقد كبرنا
وحلمنا مثل كل الناس أن ترعى خطانا
وحلمنا مثل كل الناس أن تلثم فانا
وحلمنا أن تصب النور حباً في رؤانا
وتشيع الدفء فينا
نظرة الحب الودود
في غدٍ يفرح الأطفال يا أبتاه بالفصل الجديد
في غدٍ ينشد الأطفال للإسلام لليوم السعيد
في سبيل الله للإسلام سرنا
ننصر الإسلام لا نخشى العبيد
قد كبرنا وتعلمنا الصلاة
وحفظنا بعض آيات الكتاب
وبدأنا مذ تعلمنا الحساب
نحسب الأيام ، نصغي كلما دقدق باب
علَّ هذا اليوم يأتي
يسبق الأيام، تخطو فيه في البيت خطاك
تحمل الحلوى إلينا والهدايا
كسوة العام الجديد
حبة القلب ويا نور العيون
إن درب العز مفروش بأنَّات الجراح
بالأذى العذب، بأشواك الطريق
بالضحايا، باليتامى والثكالى، بزنازين العذاب
بالمعاناة التي تستولد العزم وتحيي
نفحة الإيمان في ميت القلوب
تبعث الإصرار للثأر العنيد
يا شغاف القلب عهداً لن نحيد
فاكبروا للحق جنداً
يبذل الروح يضحي بالحياة
لا يبالي في سبيل الحق لو سالت دماه
يحمل الروح على الكف ويمضى في مناه
أنا للجنة أحيا، يا إلهي
في سبيل الحق فاقبضني شهيداً
واجعل الأشلاء منى معبراً
للعز للجيل الجديد

ويأتي الليل يطرق بابنا المقفل
وقضبان الحديد تدق إسفينا
وأبواب من الفولاذ تربض في فم المدخل
وقلبي نابض، هاتوا سلاسلكم
هاتوا بنادقكم، هاتوا قنابلكم
لن نستكين لبطشكم، هيهات، لن نرحل
ويأتي الليل يطرق بابنا المقفل
ويمضي الليل، هيا دونكم جسدي
وهات القيد، مزق معصمي الأجدل
وهات الكيس واكتم زفرتي الحرَّى
وصب الثلج، في كانون في صدري
فإن القلب كالمرجل
وهات الغاز واحرق مقلتي الحرّة
وسد منافذ الأنفاس في رئتي فلن أوجل
وهدد كيفما تهوى
وعذب كيفما تهوى
فدونك قلبي المقفل
ويمضي الليل هيا، دونك، اصلبني
على الجدران، واحرم مقلتيَّ النوم
هات الضرب، هات الركل ، لا تبخل
وكل وسائل التعذيب جربها، فلا تخجل
وشرد أسرتي ما شئت
واهدم فوقها المنزل
وعذب صبيتي، هيهات، أن أهن
وقلبي عامر بالذكر، يبتهل
وعزيمتي نار بها الإيمان يشتعل
وروعي بارد كالطل
وكل وسائل التعذيب لن تجدي
فتيلاً في فمي المقفل
سأصبر رغم تعذيبي وآلامي
وأصبر رغم أوجاعي وأسقامي
ولما تصّعد الآهات من قلبي فلا تعجل
فتلك الآه للرحمن أرسلها لتثبيتي
فإن الموت أهون من قبول العار يا أرذل
وإن الآه للرحمن أطلقها
تخفف وطأة الآلام، تطفئ لذعة الحنظل
بلال، يا بلال الخير علمني
دروساً في تحدي البطش
أحفظها ولا أغفل
وأرفع هامتي للشمس أستعلي
ومن ظُلمِ الزنازين
سأخرج في يدي المشعل
لأرشد أمتي العزلاء
أصنع للغد الآتي
بطولات ومستقبل

شارك

مواضيع عامة

اضف تعليق

0 comments:

مميز

ماذا يفعل الشيطان بك عندما تنام لمنعك من صلاة الفجر | الدكتور أبو محمد العطار

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه وعلى آل بيته أجمعين وعلى من تبعه بإحسان إلى يوم الدين ...

ألا بذكر الله تطمئن القلوب